القرحة الهضمية هي حدوث تآكل أو جرح في الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة أو في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أو أسفل المريء ، وفي معظم الحالات يكون الألم هو أكثر الأعراض ظهوراً وشكوى . إلى وقت قريب كان يعتقد أن لنمط سلوكيات الحياة دوراً هاماً (كالأكل المشبع بالبهارات الحارة أو ضغوط العمل) ، لكن أصبحت الآن العدوى البكتيرية وكذلك استخدام بعض الأدوية (وليس الضغوط النفسية أو النظام الغذائي) هما السبب الرئيسي في الإصابة بمعظم حالات القرحة المعدة والإثني عشر مع العلم أن القرحة أسفل المريء يرتبط وجودها بوجود ارتجاع لحمض المعدة إلى المريء (Gastroesophageal reflux disease) .إن القرحة الهضمية هي من أكثر الأمراض المنتشرة حول العالم ولكن من الأخبار السارة أن علاجها أصبح ممكناً الآن .
الأعراض :
أكثر الأعراض التي يشكو منها مريض القرحة الهضمية هي الآلآم الحارقة ، ويكون سبب الألم هو التقرح الحاصل في الأغشية المخاطية نفسها في حين أن ملامسة أحماض المعدة للقرحة نفسها هو ما يجعل الألم يسوء .. ويتميز ألم القرحة بأنه :
يكون في منطقة أعلى البطن مابين السرة وأسفل القفص الصدري .
قد تستمر الآلام من دقائق إلى عدة ساعات .
يسوء الألم خاصة بين الوجبات عندما تكون المعدة خاوية من الطعام .
بعض الأحيان يحدث أن يستيقظ المريض في منتصف الليل من هذه الآلام المزعجة .
يخف الألم مؤقتاً عند تناول أطعمة معينة تقوم بمعادلة حمض المعدة ، أو بعد أخذ مضادات الحموضة (الأدوية التي تقلل من إفراز حمض المعدة) .
تختفي الأعراض عادة لمدة تتراوح ما بين عدة أيام إلى عدة أسابيع لتعود للظهور مرة أخرى في دورة ألم جديدة .
من الأعراض والعلامات للقرحة الهضمية في الحالات المتقدمه: :
التقيؤ الدموي ويتراوح لون الدم ما بين الأحمر القاني والداكن بسبب حصول نزيف من القرحة .
نزول الدم مع البراز وقد يكون لون البراز أحمر أو أسود .
قد يشعر المريض أحياناً بغثيان واستفراغ .
فقدان الشهية .
فقدان غير مفسر للوزن .
عند الشعور بأي من الأعراض السابقة لابد من الذهاب وعمل الفحوصات اللازمة وعدم التأخر في زيارة الطبيب ، فمضادات الحموضة التي تعطى بدون وصفة طبية قد تؤدي إلى تخفيف الألم ولكن لا تعالج السبب .
أقسام أو أنواع القرحة الهضمية:
تختلف أنواع القرحة الهضمية باختلاف مواقعها .. منها :
القرحة المعدية : وهي قرحة هضمية تحصل في المعدة .
القرحة المعوية : وهي قرحة هضمية تحصل في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المسمى بالإثني عشر .
قرحة المريء : وهي عادةً ما تكون في الجزء السفلي من المريء وترتبط بمرض ارتجاع حمض المعدة .
الأسباب الرئيسية للقرحة :
الأسباب المؤدية إلى القرحة في معظم الحالات :
وجود بكتيريا تدعى بكتيريا بوابة المعدة الحلزونية أو هيليكوباكتربايلوري (Helicobacter).
التدخين (النيكوتين) الموجود في السجائر يعمل على زيادة حجم وتركيز حمض المعدة وبالتالي يزيد من خطورة الإصابة بالقرحة ، والتدخين أيضاً يسبب تباطؤ سشفاء القروح أثناء العلاج .
بعد عمل الفحوصات وفي حالة ظهور فحص البكتيريا سلبياً ، فإن العامل الأرجح للإصابة بالقرح الهضمية هو استخدام مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية والتي يجب على المريض حينها أن يقلع عن استخدامها .
في حالة ثبوت عدم استخدام المريض لهذه الأدوية عندها يكون السبب غالباً هو مرض ارتجاع حمض المعدة .
المضاعفات :
عدم معالجة القرح الهضمية قد يعرضك لا سمح الله لخطر الإصابة بنزيف داخلي وقد يستمر جدار المعدة أو الأمعاء الدقيقة بالتقرح إلى أن يثقب وحينها يتعرض المريض لخطر الإصابة بالتهاب الغشاء البيريتوني ، القرح الهضمية أيضاً قد ينتج عنها لا قدر الله انسداد في الجهاز الهضمي بسبب تورم المنطقة المصابة بالقرحة ، مما يجعل المصاب بالانسداد يشعر بسرعة الشبع وكثرة التقيؤ وتبعاً لذلك يصاب بفقدان الوزن .
العلاجات والأدوية :
الكثير من القرح ناتجة من بكتيريا الهيليوباكتر ، فإن الأطباء عادةً يتبعون طريقة علاج تحقق هدفين هما :
قتل البكتيريا .
تقليل مستوى الحمض في الجهاز الهضمي بتخفيف الألم وتسريع شفاء القرح الهضمية .
ولتحقيق هذين الهدفين يتم عادةً استخدام نوعين أو ثلاثة أو أربعة أنواع مختلفة من الأدوية مثل : 1. المضادات الحيوية :يستخدم الأطباء مزيجاً من المضادات الحيوية لعلاج بكتيريا الهيليوباكتر لأن استخدام مضاد حيوي واحد ليس كافياً لقتل هذا النوع من البكتيريا ، لكي ينجح العلاج يجب أن يأخذ العلاج حسب إرشادات ونصائح الطبيب بشكل دقيق .قد تقوم بعض الشركات الأدوية بصنع مزيج من الأدوية لمعالجة بكتيريا الهيليوباكتر كالمزج بين مضادين حيوين معاً بإضافة مثبطات المضخة البروتينية (تعمل هذه الأدوية على منع الخلايا المولدة للحمض الموجودة في بطانة المعدة من القيام بوظيفتها الأمر الذي يقلل مقدار الحمض الموجود في المعدة بريفباك) . 2. معيقات الأحماض :أيضاً تسمى مضادات الهستامين وتقوم بتقليل كمية حمض الكلور الذي يتم إفرازه إلى الجهاز الهضمي مما يخفف ألم القرحة ويقوم بتسريع شفائها ، هذه الأدوية تتوفر في الصيدليات بطريقة وصفية ولا وصفية . 3. مضادات الحموضة :يقوم الطبيب بإضافة مضاد للحموضة إلى الأدوية التي يتم وصفها للمريض كما قد يتم إضافته إلى أحد معيقات الأحماض أو يتم استبدالها به ، عوضاً عن تقليل إفراز حمض الكلور وتقوم مضادات الحموضة بمعادلة حمضية المعدة مما يسبب زوال الألم بسرعة . 4. مثبطات البروتونات :هذه الطريقة تقلل من كمية حمض المعدة المفرز وتعتمد على إغلاق مضخات البروتونات في الخلايا التي تفرز حمض الكلور ، و أدوية هذه المجموعة لا تصرف إلا بوصفة طبية القروح
المزمنة :
تبقى بعض القرحات لفترات طويلة بدون التئام فما هي الأسباب ..؟
عدم التزام المريض بتعليمات الطبيب وبالجرعات المحددة للعلاج .
عدم استجابة بعض أنواع البكتيريا لعلاج المضادات الحيوية .
التدخين المستمر أثناء فترة العلاج مما يؤخر شفاء القروح ويجعلها .
الاستمرار في استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية .
هناك أسباب أخرى نادرة للقروح المزمنة من ضمنها :
الإصابة بمرض متلازمة زولينجر اليسون (Zollinger – Ellison syndrome) والتي تسبب زيادة إفراز حمض المعدة بشكل كبير مستمر بسبب فرط إفراز أحد الهرمونات .
الإصابة بعدوى أخرى في المعدة أو الجهاز الهضمي .
أمراض الجهاز الهضمي الأخرى ومن ضمنها السرطانات .
ماذا يستطيع المريض أن يفعل كي يساعد على شفاء القرحة بسرعة؟
تجنب الأطعمة الحارة (المخلالات ، الشطة ، الفلفل...الخ) .
جنب التدخين لما للنيكوتين من تأثير على بطانة المعدة والأمعاء .
تجنب الإفراط في استخدام المسكنات للألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية وإن كان ولابد فيتم استخدام البنادول كمسكن للألم .
التحكم في ارتجاع حمض المعدة وذلك بعدة طرق منها : تجنب المأكولات الحارة والدهنية ، تجنب الاتكاء للوراء بعد الوجبات على الأقل لمدة 3 ساعات مع رفع الرأس وإنقاص الوزن .