إن فيما فرض الله عز وجل على خلقه وشرع لهم من أحكام وعبادات حكماً وأسراراً ومصالح تعود على العباد بالخير في الدنيا والآخرة، وقد علمنا الله عز وجل في كثير من آيات الكتاب المبين أسرار تشريعه وفوائدها، شحناً لأذهاننا كي تفكر وتعمل، وإيحاء إلى أن هذا التشريع الإلهي الخالد لم يقم إلا على ما يحقق للناس المصلحة أو يدفع عنهم الضرر، وفي كل عصر يرى الناس من فوائد التشريع ما يتفق مع تفكيرهم ومصالحهم. ?ويذكر بحث بجمعية الإعجاز العلمي في القاهرة أن الأصل في العبادات الإسلامية هو الالتزام والطاعة والأداء، سواء فهم المسلم أسرار ما يؤديه أم لم يفهم. ?والصلاة فرضها الله على المسلمين، يؤدونها خمس مرات في اليوم، نهاره وليله، وتشتمل على مجموعة من الحركات المنظمة التي تتخللها قراءة نصوص من القرآن وأذكار معلومة، وللصلاة منزلة تفوق أي عبادة أخرى، فهي عمود الدين. ?ويؤكد البحث أن للسجود أثراً حسناً في الأوعية، ومهم جداً لوظائف الدماغ، وبالتالي يتقي المصلي الكثير مما يعتري غيره من الاضطرابات العصبية الخطيرة التي تحدث نتيجة اضطرابات الأوعية. ?والصلاة علاج طبيعي ناجع لمن تجري لهم عمليات جراحية في العمود الفقري، ولمرضى العمود الفقري عموماً. البحوث العلمية وأظهرت البحوث العلمية الحديثة أن مواقيت الصلاة تتوافق تماماً مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم، مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله، والصلاة تقوي عضلات البطن لأنها تمنع تراكم الدهون التي تؤدي إلى البدانة والترهل، فتمنع تشوهات الجسم وتزيد رشاقته، وتزيد حركة الأمعاء فتقلل حالات الإمساك وتقي منه، وتقوي إفراز المرارة ?وأوضاع الركوع والسجود وما يحدث فيها من ضغط على أطراف أصابع القدمين تؤدي إلى تقليل الضغط على الدماغ، مما يشعر المصلي بالاسترخاء والهدوء، والسجود يؤدي إلى عودة ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية في الجسم كله. ?وقد كثرت الدراسات العلمية والطبية التي تؤكد فوائد الصلاة على صحة الإنسان.. وآخر هذه الدراسات دراسة مصرية أثبتت أن الصلاة تلعب دوراً مهماً وحيوياً في المحافظة على سلامة القلب وثبات ضغط الدم ومرونة المفاصل، وتوصل فريق مصري برئاسة الدكتور عادل عبدالحميد رئيس قسم العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، إلى أن الصلاة تقوي العضلات وتحمي من الإصابة بأمراض الجهاز العظمي والتهاب المفاصل، كما تساعد في المحافظة على حيوية الكليتين ووظيفتهما والارتقاء بوظائف الكبد والرئتين، فضلاً عن دورها في تثبيت مستويات السكر في الدم. توازن الإنسان أكد فريق البحث أن الصلاة تفيد في حفظ توازن الإنسان وصحته النفسية وصفاء ذهنه وعقله، رشاقة القوام وتجنب الإصابة بأي تشوهات باعتبارها نوعاً من الرياضة. ?كما أن دراسة علمية أجريت في مركز تكنولوجيا الإشعاع القومي بالقاهرة تؤكد أن السجود لله يحمي الإنسان من الإصابة بالأورام السرطانية كما يمنع تشوهات الأجنة علاوة على الوقاية من العديد من الأمراض الجسدية والنفسية. ?وعن الأسباب التي دعته لإجراء هذه الدراسة قال الدكتور محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم تشعيع الأغذية في مركز تكنولوجيا الإشعاع: الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع خاصة في هذا العصر وهو محاصر من كل الجهات بالمجالات الكهرومغناطيسية .. واكتشفت أن في السجود تلتصق سبعة أعضاء من الجسم بالأرض، وبالتالي هناك سهولة في عملية تفريغ الشحنات وساعتها يتخلص الإنسان من الإرهاق وغيره من الأمراض، والصلوات الخمس المفروضة كافية لإخراج كل الشحنات. ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ويقول الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) “الرعد، 28”. ?ثم يأتي هذا النداء الإلهي (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين) “البقرة، 153”، فالصبر إذا امتزج مع الصلاة كانا شفاء قوياً من أي مرض.? والصلاة ليست مجرد عبادة، بل هي شفاء بحق، لأن الدماغ يتلقى كمية كبيرة من المعلومات والأوامر من خلال تلاوة القرآن، وهذه الأوامر بمثابة إعادة شحن وبرمجة وإصلاح وتأهيل لما تعطل من خلايا، والقرآن في هذه الآية ربط بين الصبر والخشوع، وقد وجد العلماء بالفعل أن التأمل يزيد قدرة الإنسان على التحمل والصبر ومواجهة الظروف الصعبة، ووجدوا أن المصلين الذين يحافظون على صلواتهم، يتمتعون بهدوء نفسي وتحمل أكبر لضغوط الحياة، ويتمتعون بقدرة عالية في علاج المشاكل اليومية، وبالتالي هم أكثر الناس استقراراً من الناحية النفسية. ?ولم تقتصر الدراسات على علماء المسلمين فقط، بل إن هناك دراسة علمية في الولايات المتحدة توصل العلماء من خلالها إلى أن أداء الصلاة في الإسلام مفيد لتخفيف آلام المفاصل والظهر، بما تتضمنه من وقوف وركوع وسجود. ?وأوضح الباحثون أن أداء الصلاة خمس مرات يومياً يساعد في تليين المفاصل وتخفيف تصلبها عند الكثير من المصابين بالأمراض الروماتيزمية.
الصلاة في البحوث الأميركية
أظهرت الدراسات التي أجريت في مؤسسة البحوث الإسلامية الأميركية أن الاستقرار النفسي الناتج عن الصلاة ينعكس على جهاز المناعة في الجسم مما يسرع بالشفاء، وبينت الدراسة أن معدلات الشفاء من المرض تكون أسرع عند المرضى المواظبين على الصلاة، حيث يغمر قلوبهم الإيمان والتفاؤل والراحة النفسية والطمأنينة، مما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة ويزيد من مقاومة الجسم.? ويرى العلماء أن الصلاة وحركاتها تمثل علاجاً طبيعياً لحالات الشيخوخة وتجعل المسلم أكثر صحة وقدرة على مقاومة الأمراض وأكثر سعادة وراحة، وتعتبر من أفضل أنواع الرياضات لأنها تلازم المؤمن طيلة حياته وبنظام شديد الدقة، وبالتالي يتجنب الكثير من الأمراض مثل لين العظام الناتج عن قلة الحركة. كما أن المرأة الحامل تستفيد من حركات الصلاة في تنشيط عضلاتها ودورتها الدموية وتخفيف الضغط والثقل الذي يسببه الجنين على القدمين.