تنتشر في مجتمعاتنا مشكلة السلس البولي، التي يمكن اعتبارها من أكثر المشاكل الطبية شيوعا، خصوصا بين النساء، فقد وجدت الإحصائيات أن النساء يعانين أكثر من الرجال بنسبة 2:1، كما أوضحت دراسة حديثة بأن 56% من نساء الأردن يعانين من سلس البول كنتيجة للحمل والولادة المتكررين، واللذين يشكلان عبئا إضافيا على عضلات المثانة والحوض، وكذلك بين النساء بعد سن اليأس.
ولكن كثيرا ما ينتصر الخجل والحرج عند المرأة في إجبارها لتنكر حقيقة وجود هذا الأمر وهي تجهل وجود العلاج المناسب لما تعانيه، مما يؤثر سلبا على حصر هذه المشكلة ودراستها وعلاجها.
ويعرف السلس البولي بأنه التسرب المفاجئ اللاإرادي للبول، إذ لا يمكن للمريض أن يتحكم فيه.
أما التبول الطبيعي، فيمكن معرفته من خلال الخطوات التالية:
1. بقاء الملابس جافة في كل الأوقات.
2. حجم البول في كل مرة يتراوح بين 300-400 مل.
3. أن لا يزيد عدد مرات التبول على 4-6 مرات أثناء اليوم وليس أكثر من مرة واحدة خلال الليل.
4. أن يكون التبول من دون أي جهد إضافي أو التبول بعدم ارتياح، وكذلك أن يكون من دون بدء أو توقف مفاجئ للبول.
وللسيطرة على التبول، لا بد من توفر ما يلي:
1. إدراك الحاجة إلى التبول.
2. تحديد الموقع المناسب للتبول.
3. المقدرة على السيطرة على البول حتى الوصول لمكان التبول.
4. القدرة على التبول في حال الوصول إلى المكان المناسب.
أنواع السلس البولي:
1. السلس الملحي أو الطارئ (Urge): هو تسرب البول نتيجة لدافع قوي ومفاجئ بالحاجة إلى التبول، وهو من أكثر أنواع السلس البولي شيوعا.
2. الإجهادي (stress): هو تسرب البول بشكل لا إرادي خلال السعال أو العطس أو التدريبات الرياضية أو أية أعمال أخرى تسبب ضغطا على البطن، مما يؤدي إلى دفع البول للخروج من المثانة، ويعد هذا النوع من أكثر أنواع السلس البولي انتشارا بين النساء.
3. السلس الوظيفي (functional): ويكون عند بعض الناس المصابين باضطرابات أو أمراض تمنعهم من الوصول إلى دورة المياه في الوقت المناسب.
دور العلاج الطبيعي في علاج السلس البولي
على الرغم من وجود الكثير من الوسائل لعلاج السلس البولي كالعلاج بالأدوية والتدخل الجراحي، إلا أن العلاج الطبيعي يعد من أنجح وأفضل الوسائل العلاجية المستخدمة مع مرضى السلس البولي، ويكون ذلك بتعليم المرضى تمارين رياضية هدفها تقوية عضلات الحوض لتدعم المثانة، وبالرغم من أن هذه الطريقة قد لا تعطي نتائج سريعة، فقد تحتاج من 2 إلى 4 أشهر لإعطاء النتيجة، إلا أنها تعد أفضل الطرق العلاجية التي تساعد المرضى على تقوية عضلات الحوض والتخلص من السلس البولي.
إلا أن هذه التمارين تحتاج إلى المتابعة مع اختصاصي العلاج الطبيعي للتأكد من القيام بها بالطريقة الصحيحة والتي تساعد في تقوية عضلات الحوض.
بالإضافة إلى التمارين، فإن هناك وسائل أخرى قد تستخدم من خلال العلاج الطبيعي لمثل هذه الحالة، مثل: التحفيز الكهربائي، ورد الفعل الحيوي (Biofeedback).