لدى كل إنسان قوى شفاء ذاتية طبيعية؛ إذ إن في كل جسم "طبيب داخلي" يعتني به، ويعمل 24 ساعة طوال الأسبوع؛ فإذا أصيب إصبعك بقطع وبدأ ينزف، سيتوقف النزيف، وسينغلق الجرح، وفي النهاية سيُشفى من تلقاء نفسه. كما أن قوى الشفاء الذاتية تخلّصك من نزلات البرد المزعجة، وتصلح العظام المكسورة.
وحسب تقرير على موقع إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، يقول الطبيب الألماني غيرالد هيوتر، المختص بالبيولوجيا العصبية: "كل شفاء هو شفاء ذاتي، لا يمكن لشخص أن يجعل شخصاً آخر في صحة جيدة".
وهذا لا يعني أنه لا يتعين عليك زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلة طبية بالطبع.
ويوضح هيوتر: "يكمن فن الطب في تسهيل عملية الشفاء الذاتي على المريض"؛ مضيفاً أن قوى الشفاء الذاتي تتحفز بتشجيع الطبيب، واعتقاد المريض أنه سيتحسن.
ويقدم التقرير سبع حقائق مذهلة حول قدرة الجسم الخارقة على علاج نفسه، وهي:
*الجروح
الجروح هي من بين الإصابات التي يستطيع الجسم علاجها ذاتياً؛ وذلك من خلال خلايا أنسجة خاصة تقوم بتثبيت الجرح؛ إذ تقوم هذه الأنسجة بضم الجرح وتشكيل أنسجة الندبة، ويحتاج الجرح لمدة أسبوع كامل لكي يُشفى. وعموماً تتجدد كامل خلايا الجسم باستمرار، وتتشكل مليارات الخلايا الجلدية بشكل يومي لتستبدل الخلايا القديمة.
* الهيكل العظمي
حتى الهيكل العظمي يجدد نفسه تماماً. ويستغرق هيكلنا العظمي لكي يتجدد كلياً حوالى عشر سنوات. وخلال عملية التجديد يقوم بإصلاح الكثير من الأضرار التي تعرّض لها بسبب تعرض أحد عظامه لكسر أو تهشم.
* العضلات والأعضاء الداخلية
أما العضلات وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والمعدة والأمعاء وغيرها؛ فتحتاج حوالى ثلاث إلى أربع سنوات لتتجدد؛ أي استبدال خلاياها القديمة بخلايا جديدة؛ علماً بأن عملية التجديد تحميها من الاهتراء ومن التلف.
* جهاز المناعة
ولا يكتفي الجسم بتجديد نفسه لحمايته من التلف؛ ولكنه أيضاً مسلح جيداً ضد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا؛ وذلك من خلال جهاز المناعة الذي يمتلك أعداداً هائلة من الخلايا المتخصصة لمكافحة الجراثيم المعدية.
* الخلايا المناعية
للخلايا المناعية في الجسم أنواع مختلفة، ولكل نوع وظيفة محددة. فهناك خلايا مناعية تُعرف بالخلايا الملتهمة، وهي مخصصة للمهام الكبيرة؛ فهي تتعرف على الأجسام الدخيلة وتتخلص من خلايا الجسم المريضة. وهناك خلايا مناعية تائية تتخصص بنوع معين من الأجسام الدخيلة، وسميت بالتائية لأنها تنضج في الغدة الزعترية التي يبدأ اسمها باللغة الإنجليزية بحرف "ت" (Thymus).
* الاسترخاء والنوم
لدى الاسترخاء والنوم، تقوم النواقل المفرزة من الدماغ بتحفيز جهاز المناعة وتقويته؛ على الرغم من أن الأبحاث في هذا -حقيقةً- ما زالت قيد الدراسة؛ لكن الكثير من الدراسات أكد أن الدماغ يؤثر عبر الأعصاب والنواقل العصبية على الكثير من آليات الشفاء الذاتي؛ خصوصاً حين يشعر بالمرء بالراحة.
* أكبر عدو للشفاء
التوتر هو أكبر عدو لقوى الشفاء الذاتي. والتوتر يجعل الكلية الجانبية تفرز الكورتيزول، الذي يعمل على إضعاف جهاز المناعة، ويسهل الطريق أمام الجراثيم المعدية.