اعوجاج إبهام القدم، مشكلة طبيّة وجماليّة شائعة، تصيب عادةً الإبهام في القدم، وهي تتطلّب الجراحة في الحالات المتقدّمة منها. بيد أنّ الوقاية قادرة على التخفيف من آلام هذا الاعوجاج، حسب الاختصاصي في طب العظام والمفاصل الدكتور دافيد سلامة الذي تناول الموضوع على النحو الآتي:
يبرز اعوجاج إبهام القدم Hallux Valgus، المشكلة التي تصيب الإناث بنسبة ثمانين بالمائة، جرّاء جملة من المسبّبات، أبرزها: الوراثة بنسبة ستين بالمائة من الحالات، وانتعال الأحذية الضيّقة والمعاناة من ارتخاء غشاء المفصل.
الحذر من الكعب العالي يعلّق د. سلامة أهميّةً على ضرورة اختيار الحذاء المناسب في سنّ النمو، بعيدًا عن ذلك الضيّق في جزئه الأمامي، ما يشدّ الإبهام نحو الخارج. كما يوجّه د. سلامة أصابع الاتهام إلى الأحذية ذات الكعب العالي التي تولّد مشكلة اعوجاج الإبهام، فهي تلزم الإبهام بالانعطاف، ما يخلّ في المفصل. وتشمل منطقة المفصل، الأوتار والعظام الزائدة أسفل الإبهام وغشاء المفصل.
الملاحظة بالعين المجرّدة
تتلخص عوارض الاعوجاج، بملاحظته بالعين المجردة، ومع مرور الوقت يمكن أن يتخذ شكل المسمار ويحمر الجلد جرّاء الاحتكاك بالحذاء طويلًا، كما يلهب مفصل هذه المنطقة، ما يتسبب بالآلام، ولا سيما عند انتعال الحذاء. ومع إهمال المشكلة، يصاب المفصل بالتكلّس. ومن الملاحظ أن الغالبيّة تغفل عن ملاحظة اعوجاج الإبهام، ولا تكتشف المشكلة إلا حين تشعر بالألم جرّائها، ما يستدعي الجراحة.
دعامة السيليكون
يتمّ التشخيص من خلال صورة مباشرة وجانبيّة للقدم، بهدف إطلاع الطبيب على مدى نسبة الاعوجاج. وتُصنّف نسبة الاعوجاج بالمقبولة إذا كانت أقلّ من 15 درجة، ولو أنَّ في هذه المرحلة يكون الاعوجاج قد بدأ الظهور. ولكن، لا تتطلّب هذه المرحلة سوى ممارسة بعض الحركات والعلاج الطبيعي للحؤول دون تفاقمها.
ومن الوسائل العلاجيّة في هذه المرحلة: تثبيت دعامة صغيرة مصنوعة من السيليكون بين الإبهام والسبّابة، رغم أنها مزعجة أثناء انتعال الحذاء. وهناك قطعة أخرى من الجص توجه الإبهام عكس الاعوجاج، لكن يجب وضعها لأكثر من سنة، ولو أن الأطباء يقولون إن هذا العلاج غير كافٍ لأنَّ المريض يُضطر إلى إزالتها عند انتعال الحذاء، ما يجعل الاكتفاء بوضعها أثناء ساعات النوم غير كاف للتخلّص من الاعوجاج. لذا، ينصح في هذه الحالة بتجنّب ارتداء الأحذية الضيقة والعالية.
العلاجات... عندما يتجاوز الاعوجاج 15 درجة، فهو يستدعي العلاج حسب كلّ حالة؛ فإذا كان المريض يشكو ألماً حادّاً ومستمراً أثناء انتعال الحذاء أو عند خلعه، مع احمرار الجلد، يصف له الطبيب عقاقير مضادة للالتهابات للتخفيف من التهابات المفصل. وفي حال عدم التحسن تصبح الجراحة لازمة. وهذه الأخيرة تقوّم العظام وتشدّ غشاء المفصل من جهة وترخيه من الجهة الثانية. وثمة تقنيات عديدة مستعملة، ولكن المؤكّد أنّها تتكلّل بالنجاح في حال نُفّذت بدقّة. وبعد مرور يومين من الخضوع للجراحة، يمكن للمريض أن يمشي منتعلًا حذاءً خاصاً (باروك)، وممارسة نشاطه المعهود بعد 45 يوماً من الراحة التامّة في المنزل، حتى تلتئم العظام تماماً. مع التشديد على ضرورة التقيّد بطرق الوقاية تلافياً لبروز الاعوجاج من جديد.